جذور الخداع السياسي وأثره في أزمات أنظمة الحكم في اليمن “دراسة تاريخية منذ نهاية القرن الثالث حتى منتصف القرن الخامس عشر الهجري”.

الملخص

مارس العديد من حكام اليمن خلال الفترة التاريخية الممتدة من نهاية القرن الثالث الهجري إلى يومنا هذا؛ صورًا وأساليبَ متعددة للخداع السياسي، اشتملت على العديد من الأساليب والوسائل؛ منها على سبيل المثال استغلال الدين والأخلاق والمال السياسي، والقوة الغاشمة والعصبية القبلية، والمذهبية والمناطقية والاستقوى بالأجنبي، وغيرها من الأساليب الأخرى، وجعلوا من كل ذلك جسرًا للوصول إلى السلطة أو الاحتفاظ بها، وبالتالي السيطرة التامة على الموارد التي هي قطب الرحى في صراع اليمنيين التاريخي على السلطة، من أجل الوصول إلى الثروة والاستحواذ عليها. تعمقت جذور الخداع السياسي عند حكام اليمن، والتي أغرقت اليمن في حروب لامتناهية، وكل حرب تُنجب حروبًا جديدة براياتٍ متعددة، وما نشاهده اليوم من تشظٍ سياسي واجتماعي، وتعدد في الولاءات بين مشرقٍ ومغرب ما هو إلا امتداد لذلك المنطق السقيم، وقد كان الدور الأبرز في ممارسة الخداع السياسي للمتغلب بالمذهب والسلالة والمنطقة والأيديولوجيا، وتأجير الولاء الوطني للخارج، كل ذلك من أجل شهوة الحكم التي تفضي بكل تأكيد إلى السيطرة على الموارد في نهاية المطاف، والشواهد التاريخية في هذا الشأن لا تحصى، كما اقتبس العديد من القادة اليمنيين حتى عصرنا الحاضر هذه الأساليب الخداعية من الأئمة، ومارسوا من خلالها أبشع صور الخداع، نتج عنها أخيرًا سقوط الدولة اليمنية، وقد جاء هذا البحث لاختراق الممنوع في حياة السياسيين اليمنيين وممارساتهم؛ بهدف كشف أجزاء بسيطة من جذور الخداع السياسي وآثاره، وقدرات هواة السلطة الهائلة في التلاعب بمشاعر العامة، وتحويل القيم الكبرى في المجتمع إلى خادم مطيع لنزواتهم، والتملك في رقاب الناس، ولاتزال هذه الظاهرة مستمرة، وتكلف اليمنيين أثمانًا باهضة.